السبت، 10 يونيو 2017

أسطورة قرطبة – قصة لـ ولاء عبد الباسط





تتلاشى الغيوم شيئا فشيئا ،فيظهر القصر الأحمر متربعا على ذاك الجبل كزهر الرمان ، تتغزل الشمس بجدرانه الذهبية فتعكس نوراً يضيء مدينة قرطبة ، قريبا من المشرق ، في القرون الوسطى ، تنبأ كهنة الطوائف بميلاد فارس عظيم ستشرق الشمس في ذلك اليوم ثلاث مرات، وفي تلك السنة لن تنجب النساء ذكرا إلا مات ،وسيجعل من قرطبة مملكة أوروبا الأولى، الهلع عم المدينة ، ونظرات الذهول ترتسم على الوجوه ، يبدو كل شيء كحلم لا يحكمه إلا خيال ، فجأة يأتي الحاجب مسرعا ويتقدم نحو قاعة عرش الملك قائلا : هل تسمح لي جلالتك ان أتكلم رد عليه الملك بنبرة سريعة ما بك ؟ رد الحاجب قائلا : مولاي الملكة الآن تستعد للولادة وطلبت أن تراك ، فرح الملك ومضى سريعا من قاعة العرش الى جناح الملكة، الارض مفروشة بالبساط الأحمر ، الأعمدة تعلوها النقوش ، والرخام الذي دخل بكل حيز بالقصر، يتقدم الملك نحو غرفة الملكة ، الجواري في كل مكان ،وصوت الملكة يملأ الجناح ، شعر الملك بالتوتر ، يقف الحاجب امام غرفة الملكة فقال : جلالة الملك سلفادور دييغو يتفضل بالدخول ، الملكة مستلقية على السرير النحاسي ، وفوق السرير تلك اللوحة للملك والملكة وإطارها من الذهب الخالص كما كل لوحات القصر ، يتقدم الملك نحو الملكة فأمسك بيدها قائلاً : عزيزتي إيزابيل لا تقلقي أنا هنا بجانبك ، لبثت قليلا ثم وضعت طفلها ، ذهبت الجواري لتعتني بالطفل ، وبعد لحظات بدأت صحة الملكة بالتدهور، دخلت إحدى الجواري الغرفة فهرعت نحو الملكة : أيتها الملكة ، هل تسمعينني ؟ مولاتي ، خرجت الجارية مسرعة نحو الملك وكبير الحكماء ، خرج كبير الحكماء من غرفة الملكة واخفض رأسه قائلاً : جلالة الملك يخطفني الكلام فلا اعلم ما القول لقد رحلت الملكة كما يرحل الشتاء ، ساد الحزن والملك ما زال يذرف الدموع على رحيل الملكة حتى أصبح اليوم الثامن والعشرون حينها اخبره مستشاره بضرورة تسمية الطفل الجديد ، احتار الملك بالاسم الذي سوف يسميه للطفل فأشار عليه احد المستشارين بان يجمع الرعية وان يقترح كل واحد منهم اسم لولي العهد، اجتمعت وفود الرعية ، والجميع يحاول ان يجلب اسما أفضل ليأخذ مكافأة من الملك حتى الجواري والخدم ، بدات مراسم استقبال الرعية ليقترحوا اسما للطفل ،ولم يعجب الملك أيا منها ، بدات جموع الرعية تتلاشى شيئا فشيئا ، ولم يستطع أي احد ان يلفت انتباه الملك بإسم جميل ،وفي اليوم السادس ، دخل القصر طفل يبلغ الرابعة من عمره اسمه سنتياجو لويسكي ، وقال : أريد ان أقابل سيدي الملك فأنا لدي اسم جميل سيعجبه ، فضحك الحاجب منه وقال : أنت تحمل اسما يليق بإسم الملك ، فقال الطفل : نعم خذني الى الملك ، دخل الطفل الى الملك : فقال سيدي الملك لدي اسم يليق باسم الأمير الصغير : ضحك الحضور والمستشارين منه شعر الطفل بالحزن فرق قلب الملك فقال : حسنا اخبرنا به : سانتو ، الاسم هو سانتو ، أعجب الملك بالاسم ودق الصيلجان وأعلن رسميا ان اسم ولي العهد هو سانتو جافيه دييغو. ساد الحزن المدينة عام كامل لموت جميع الأطفال الذكور الذين ولدوا ذاك العام ولكن لم يلحظ احد ان سانتو هو الوحيد الذي عاش منهم ، تعلق الملك بولده سانتو ، كبر سانتو فأصبح طويل الشعر ، ضخم العضلات ، فارسا نبيلا يشبه أمه الى حد كبير وخاصة بشعره الخروبي ووجنتاه المتوردتان حتى انه في احد الأيام كسر ثلاثة أسياف من شدة بأسه ، وقوة جسده ، راقبه كبير المستشارين البيرتو دوننت ، حيث كان يطمع بالسيطرة على الحكم وتسليمه الى ابنه بدأ يتخوف منه خاصة انه أصبح قوي البنية والجميع يحبه ، لطيب أخلاقه وحسن معاملته ، واحد ذكاء من والده ، بدات الدسائس والمؤامرات تمتد جذورها في القصر ، بدأ الوزير الأعظم وكبير المستشارين بالتخطيط للتخلص من ولي العهد ومن الملك ، قال كبير المستشارين نقتل الملك بالسم ونتخلص من سانتو في البحر المتوسط ، اخذ كبير المستشارين بتنفيذ خطة لإعداد السم في ثمار المشمش المجفف التي يحبها الملك ، احضر المشمش المجفف ووضع عليه الكثير من السكر المطحون كما يحبه الملك وخلط السم الأبيض بالسكر ،وبعث جارية حسناء لتقدمه للملك حتى يأكل ولا يشعر بشيء من شدة جمالها ، وبالفعل ذلك ما حصل ،تناول الملك المشمش المجفف وبعدها شعر بحروق تمتد من المعدة صعودا نحو المريء ولبث قليلا ومات ،كان سانتو في غرفته وأصوات الخوف والرعب تشعل المكان ، فتح باب الغرفة ، تقدم كبير المستشارين قائلا: مولاي يبدو ان هناك مؤامرة تحاك ضد إمبراطوريتنا العظيمة وكان أعظم هذه المؤامرات دس السم في طعام الملك ، سكت سانتو وركض مسرعا نحو أبيه ، دخل الى القاعة الملكية فإذا بالملك ملقى على الكرسي ، قد خرج من فمه زبدا ابيضا وقد تغير لونه ، وسرعان ما اجتمع الوزير الأعظم وكبير المستشارين في غرفة الملك وامسكوا سانتو وقيدوه ، وجعلوا توماس ابن كبير المستشارين ملكا عليهم ، وباعوا سانتو لأحد تجار الرقيق ، وفي ليلة ماطرة خرج توماس خارج القصر ، وبشكل غريب عجيب ، نزلت صاعقة من السماء وهو بين جنوده فأصابته من دونهم ، فوقع قتيلا للتو واللحظة ، سادت الفوضى البلاد والظلم خيم على المدينة ، وتربع الوزير الأعظم على الحكم ، فبحثوا عن ابن الملك ليقتلوه فعرفوا انه في متن سفينة مبحرة الى انجلترا عن طريق القنال الانجليزي ، حيث سيباع هناك عبدا ، ولكن لم يدركوا السفينة ، كان . في المركب الذي سينقله الى انجلترا يصطحبه رجلان وتم تكبيله بالسارية ، وطوال فترة السفر وهو يحاول ان يفكر بطريقة ليتخلص منهما ، وفي الليل استطاع ان يفك قيده ، وتقدم نحو الرجلان وربطهما بالسارية ، وساق هو المركب ، مضى سانتو حتى وصل الى انجلترا ، توجه الى الملك واخبره القصة ، تعاطف ملك انجلترا مع سانتو طمعا لتزويجه ابنة أخيه كلارا برتقالية الشعر ذميمة الوجه، انطلق الى حاكم فرنسا فوافق نظرا لكونه من طرف حاكم انجلترا ، وظنه بأن سانتو سوف يتزوج كلارا قريبة الحاكم ، فعقد معه صفقة موالاة وأمده بالجند والذخيرة بشرط ان يدخل في حلفها في حال اعتدت على فرنسا قوة خارجية ، ويعطيهم ألف ألف قطعة ذهبية ، وصلت مراكب الفرنسيين والحلف البريطاني كذلك برفقة سانتو،أرسل رسولا الى حاكم قرطبة ، في حين ساد الظلم والتمزق والتشرذم الرهيب في قرطبة ، عانى الناس من الظلم والجوع والاستبداد ، ووصلت المدينة الى حد كبير من الضعف جعل أهل البلاد يتذمرون وكلما فعلوا ذاك زادت قسوة الحاكم ، بدأت الحرب ، ووصل الجنود على بعد 130 كم الى الجنوب من قرطبة هناك يتواجد مائتا ألف مقاتل من القرطبيين والمتحالفين معهم ، جاءت عتمة الليل ، عندها جاءت ساعة الصفر للتنفيذ ، جعل سانتو السفن تنير طوال الليل ، ليشعر القرطبيين ان هناك مددا جاء سانتو ، وانتصر سانتو على القرطبيين وقتل رئيس المستشارين واستطاع الوزير الأعظم الفرار ،وأعلن عن رجوعه للحكم خليفة لأبيه ، رجع سانتو الى الحكم فبدأ بإجراء التعديلات على الحكم ومحاولة إصلاح شؤون الدولة ، بدا الملوك يتوافدون من كل الأرجاء يقدمون الهدايا للملك الجديد ، وقدم الى زيارته حاكم انجلترا بصحبة كلارا ذميمة الوجه ، جاحظة العينين ، برتقالية الشعر ، رحب سانتو بحاكم انجلترا وابنة أخيه ، ضحك الملك قائلا: سأخبرك أمرا يجعلك تكمل هذه الفرحة ، قررت أنا حاكم انجلترا تزويجك ابنة أخي كلارا لتكون حاكمة قرطبة ، اندهش سانتو بما سمع ، ولم يقل شيئا ، استدعى ملك انجلترا جورج الرابع المنادي ليذيع خبر ارتباط سانتو بكلارا ، فوقف سانتو امام المستشارين ووفد ملك انجلترا و كلارا قائلا: آسف لكنني لا أريد الارتباط بكلارا فأنا لا أفكر ان تكون زوجة لي حتى ، استشاط الملك غضبا وشعر بالإهانة ومضى بابنة أخيه والكره ساد قلبيهما ، سمع الوزير الأعظم بما فعل سانتو ، فبدأ يتودد الى ملك انجلترا ليتخلصا من سانتو ويصبح هو الحاكم بدلا منه ، وفي ذات الأيام وبينما الملك في الغابة يصطاد الفهد الأسود الذي طالما كان يحب ان يصطاده ، كان بالقرب من البحيرة حيث ذهب ليسقي الحصان ، الرجل الأكثر حدة في مملكة انجلترا ، الفارس الذهبي وهو ابن عم كلارا ، قدم لينتقم من الملك ، اختبأ خلف الشجرة وغطس السهم بسم أفعى الكوبرا وسم العقارب الشقراء ، وأطلق السهم باتجاه ظهره فأصاب كتفه ، وسرعان ما امسك به حراس الملك واعتقلوه ، ونقلو سانتو الى القصر ، في شق آخر هناك فتاة اسمها روما ، حاكمة لإمبراطورية النمسا ، لم يعرف احد سر شعرها المسحور ، دخل سانتو غيبوبة ، وفي كل يوم بدات روما تحلم بسانتو وهي لا تعرفه أصلا يطلب العون منها ، قصت رؤياها على كهنة معبد ايلكر فقالوا : إنها أضغاث أحلام يا سيدتي ، استمرت روما تحلم بسانتو الى ان قررت إرسال رجل صلي شديد ليبحث عنه ، ويأتي بإخبار قرطبة ، يتنكر ويدخل السوق ، بينما هو هناك قدم رجل يحمل عصا وملابسه ممزقة فينادي إنها النبؤة التي حدثنا عنها كهنة الطوائف أيها الناس ان لعنة الله حلت عليكم حينما حاولتم بيعه ولم تعيدوه لم تعلموا ان الصاعقة التي نزلت من السماء هي أول لعنة حلت بكم فتوجه نحو بائع الحرير قائلا : ما الخبر رد التاجر قائلا : من حادثة السهم المسموم التي تعرض لها الملك لم يفق حتى الآن حتى ان الحكماء من كل البقاع قدموا ليقدموا له العلاج إلا انه لا احد نجح في ذلك، عاد الرجل الى موطنه وحدث روما بكل ما سمعه في السوق ، فقررت إرسال احد الحكماء ليروا ما الذي أصاب الملك ، عاد الحكيم الأكبر لمملكة النمسا العظمى ، واخبرها ان العلاج صعب لا يستطيع احد إحضاره إلا مات قبل ان يحضره ، اسم النبتة هو زهرة اللوتس الفضية البذور لا توجد إلا بجبال البرانس ويتم زراعتها في جبال الألب ، وتسقى بماء الحياة من بحيرة الآراك ، وتوضع الزهرة في قارورة الملكة إليزابيث في لوسوتو وتغطى برمال بوليفيا ، وتحمل على ظهر حصان عربي اسود ، وبشكل غريب شعرت الملكة ان الملك يناديها وان هناك قوة خارقة تجعلها تخوض هذه المغامرة ، خاصة ان شعرها المسحور كافي ليجعلها تنتقل الى أي مكان تريده من دون ان يشكل ذلك خطرا على حياتها ، وبالفعل قامت الملكة روما بلف العالم لإحضار الدواء للملك سانتو ،فتحضر الزهرة وتغليها ، وتتوجه بها الى ارض قرطبة لمساعدة الملك ، وهي في طريق الذهاب الى الملك بدات علامات غريبة تظهر بالسماء ، وبعدها بزغ الفجر وبزغت الشمس فوصلت الى القصر ، وأخبرت الحراس بأنها أحضرت علاجا للملك ، وبعد ان تأكدوا من أنها هي الملكة روما وليس آخر قدم ليتخلص من الملك ، تدخل الملكة الى القصر وتتقدم نحو غرفة الملك ، تجد سانتو ممددا على سريره كالنائم ، فتسقيه ، فنهض مغمض العينين وجلس وسرعان ما غربت الشمس نظرت من النافذة فإذا بالشمس تبزغ مرة أخرى ، وبعدها بقليل أصبحت المدينة سوداء لا شمس ولا نور فيها ففتح عينيه فبزغت الشمس للمرة الثالثة ، ساد الجزع نفوس الناس ، والخوف امتلأ داخل نفوسهم ،رق قلب سانتو وشعر بأنها الفتاة التي حلم بها دون ان يراها ، تشكرها وأثنى عليها كثيرا ، تبادلا الزيارات بينهما ، الى ان قرر سانتو ان يتقدم ويطلب الزواج منها ، شاع الخبر كل الأرجاء وبموافقة روما على الزواج ، انتشر الخبر ، كانت لحظة جميلة في حياة سانتو حتى وصل لدرجة الصراخ بالقصر من شدة الفرح ، وصل الخبر الى كلارا ، إلا ان مشاعر الكره سيطرت عليها ، لقد قررت ان تسلب روما حياتها فقط لان سانتو رفضها ، سانتو وروما يعيشان أجمل اللحظات ، أصبحت حياته مزهرة بالورود بوجود روما بحياته ، قررا موعد الزواج في الثامن من الشهر الجاري ، بدا سانتو يحاور النجوم ، لقد امتلأت حياته بالفرح ، لقد بدت الأيام القادمة جميلة ستمحو كل الأحزان ، قدمت روما بزيارة الى قرطبة لترى خطيبها ، علمت كلارا بذلك ، فتحول وجهها الى وجه آخر ، قناع الشيطان ، قررت ان تبعث احد الفرسان ليتخلص منها ، يسير الملك برفقة روما وعيونهما تفتضح كل المشاعر ، تبتسم بوجه سانتو بعيناها الزرقاوان ، تبرقان كما النجوم العالية ، حينها بدا الرجل بتنفيذ خطة كلارا ، في إحدى الحوانيت رجل بريء الملامح قبيح النوايا ، نادى الملكة بكثير من الإلحاح فتبسمت ودخلت دكانه ، وأعطاها منديلا ملطخ بالزرنيخ ، كان لون القماش خمريا كنبيذ معتق ، ساحر اللون ويليق ببشرتها البيضاء ، لفته حول عنقها ، بدأت تتألم ، فجأة تسقط على الارض ، ويسقط العقد من جيدها ، الخوف ملأ صدر سانتو ، عيناه يتدفقان بالدموع ، تغمض عيناها ، يحركها يناديها ، تود لو أنها ترد لكن انعدمت قوتها ، بدا بالصراخ ، تم نقلها الى القصر ، خرج الحكيم من الغرفة قائلا : لم يعد بإمكان الملكة إلا بضع ساعات لتحيا والعلاج لا يمكن إحضاره بهذه المدة القصيرة ، غضب سانتو والحزن يملأ عينيه ، بدأ يدور ويدور في القصر ،فجأة وبينما يقف على مشربية القصر غاضبا حيران ، يتنفس ببطء ، شعر بالحرارة تتدفق بجسده ، يتمزق قميصه الأبيض ، ظهرت علامات غريبة ، فجأة يتقدم نحوه كبير الكهنة الذي قدم لاقامة الصلاة والدعاء للملكة ، فرأى وشم يتمدد في ظهره كالخريطة ، فأسرع نحو الملك ، فقد الملك الوعي ، وخرج من يديه جناحان ، وطار وهو نائم ، نحو السماء واختفى ، وفجأة وجد نفسه على الجبل الأكثر ارتفاعا ، شمال شرق تنزانيا ، ،ناداه الجبل ، اقبل أيها الملك لدي ثلاثة مخاريط كيبو وماوينسي وشيرا ، ادخل الى مثلث ماوينسي وخذ حفنة من رماد البركان الأكثر ثورانا ، تناول حفنة من الرماد ، يقف على ظهر الجبل ، يداعب الهواء شعره ، يغمض عيناه ، ينقله الزمن بالزمن ، ينطلق نحو روما ، القلب يرتجف ، خوف من مجهول ، هل تفترق الأيادي ، وتختفي من هذه الدنيا ، القدمان تهرجان ، يصل إليها ، ينثر الرماد بخفة ، الأميرة الجميلة نائمة ، كعصفورة صغيرة بريئة ، خذي روحي واذهبي بها ، تتفتح أعينها ببطء ، لا ينطق اللسان سوى بإسمه ، سانتو ، يهرع إليها ، سينزف قلبي حتما ان افترقنا
تجلس روما مع سانتو بجنة القصر يتراى للبعيد أنها بحيرة خرجت من أفواه الأشجار ، وتنعكس زرقة السماء فيها كما تنعكس الحسناء بالمرآة ، بدأت مراسم الزفاف ، لا يريان أحدا سوى انعكاس أرواحهما، تزينت المدينة بكساء المحبة ، وأكثر مواليد تلك السنة تكنوا باسم الملك والملكة ، اتحدت قرطبة مع النمسا وشكلا قوة عظيمة في أوروبا ، وحكم العدل الرعية ، بنى القناطر والحدائق التي وفد إليها الكثير من الملوك من كل حدب وصوب ليروا روعة التصميم والإبداع ، وانتهت حالة التشرذم التي سبقت الفترة التي حكم بها سانتو ، لم تشهد قرطبة مثل هذا الملك ،وصلت إليه الرسائل من الملوك ومنها هذه الرسالة : من الخاندرو مكسيمليان ملك رومانيا الى الملك سانتو صاحب العظمة والمقام الجليل ، بعد التعظيم والإجلال فقد سمعنا عن الرقي الذي وصلتم إليه ، وأردنا ان نرسل الى حضرتكم وفدا ليقتفي أثركم لننشر العلم في بلادنا التي يسودها الجهل ، وأرفقنا لحضرتكم هدية متواضعة ارجوا التكرم بقبولها . خادمكم المطيع الخاندرو مكسيمليان. في حين ساد الامان وانتشرت السعادة أصيبت كلارا بمرض العدسة وقال آخرون أنها أصيبت بالجنون ولا تكف عن لعن سانتو وروما
توجت النهاية السعيدة بظهور القمر العملاق الذي اقسم على الظهور كل سبعون عام ليذكر الناس بهذا الملك العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق